كتاب "The Common Denominator of Success" (القاسم المشترك للنجاح)

 

ملخص كتاب "The Common Denominator of Success"


"The Common Denominator of Success"



 كتاب "The Common Denominator of Success" (القاسم المشترك للنجاح) هو ليس كتابًا بالمعنى التقليدي، بل هو خطاب أو مقالة قصيرة كتبها ألبرت إي. ن. غراي وألقاها في أحد المؤتمرات في الأربعينيات من القرن الماضي. على الرغم من قصرها، إلا أنها أصبحت واحدة من أكثر الخطب تأثيرًا في عالم التنمية البشرية وتحفيز المبيعات.


إليك ملخصًا شاملاً لأفكارها الرئيسية:


 من هو ألبرت إي. ن. غراي؟

كان غراي نائب رئيس في شركة Prudential Insurance الأمريكية العملاقة. كلفته إدارته بمهمة اكتشاف "سر النجاح" الذي يمكن أن يطبقه جميع مندوبي المبيعات لتحسين أدائهم. بعد سنوات من البحث والدراسة، توصل إلى استنتاجه الشهير وقدمه في هذا الخطاب.


 الفكرة المركزية: القاسم المشترك للنجاح

بعد دراسة عادات الناجحين والفاشلين على حد سواء، اكتشف غراي أن:

   النجاح ليس بسبب الحظ، أو الذكاء الخارق، أو الموهبة الفطرية، أو الظروف المواتية.

   بدلاً من ذلك، القاسم المشترك للنجاح يكمن في أن الناجحين يُكوّنون عادات لفعل الأشياء التي لا يحبها الفاشلون فعلها.


الفكرة الأعمق هي أن الجميع (الناجحون والفاشلون) يكرهون فعل الأشياء الصعبة أو غير المريحة. لكن الفارق هو أن الناجحين يتغلبون على مشاعر الكره هذه ويقومون بها على أي حال من أجل تحقيق هدفهم.


 لماذا هذه العادة صعبة للغاية؟

يشرح غراي أن طبيعتنا البشرية تدفعنا للسعي وراء المتعة وتجنب الألم. نحن نميل بشكل طبيعي إلى فعل ما هو سهل وممتع ونؤجل أو نتجنب ما هو صعب وغير مريح.


النجاح، بحسب غراي، هو تخطيط مسبق وتنظيم للذات للتغلب على هذه الغريزة الطبيعية. إنه إخضاع رغباتنا قصيرة المدى (الراحة، التسويف، الترفيه) لأهدافنا طويلة المدى (النجاح، التحصيل المالي، الإنجاز).


 المفتاح: "السبب الغالي" (The Dear Price)

يؤكد غراي أن الناجحين لا يحبون القيام بهذه الأشياء الصعبة أكثر من غيرهم. لكن ما يدفعهم هو "السبب الغالي" أو الهدف الأسمى الذي يضعونه نصب أعينهم.


   "السبب الغالي" هو الدافع الشخصي والقوي جدًا الذي يجعل الألم المؤقت (لفعل الشيء الصعب) أقل شأنا من الألم الدائم           (لفشل في تحقيق الهدف).

   بدون سبب قوي وجاذبية كافية، ستهزم غريزة تجنب الألم إرادتك دائمًا.


 أمثلة تطبيقية:

   مندوب المبيعات الناجح: يكره أيضًا الاتصال بغرباء أو مواجهة الرفض، لكنه يفعله لأنه يعلم أن كل اتصال يقربه من تحقيق هدفه المالي.

   الرياضي المحترف: يكره الاستيقاظ في الخامسة صباحًا للتدريب، لكنه يفعله لأنه يطمح بالفوز ببطولة.

   الطالب المتفوق: يكره sometimes المذاكرة في يوم جميل، لكنه يفعلها لأنه يريد الحصول على درجة عالية.


 كيف تطبق هذه الفلسفة في حياتك؟

1.  حدد "سببك الغالي": ما هو هدفك الكبير حقًا؟ لماذا تريد النجاح؟ يجب أن يكون هذا السبب قويًا وعاطفيًا بما يكفي لدفعك.


2.  اعترف: اعترف بأنك لن تحب أبدًا فعل المهام الصعبة التي تقود إلى النجاح. هذا طبيعي ويشعر به الجميع.


3.  توقف عن انتظار الدافع: لا تنتظر حتى "تشعر بأنك" تريد فعل الشيء. الدافع يأتي بعد البدء، وليس قبله.


4.  افعل الشيء غير المريح أولاً: ابدأ يومك بأصعب مهمة (تناول الضفدع). عندما تنجزها، ستبقى طاقة إيجابية لبقية اليوم.


5.  ركز على النتيجة وليس على العملية: تذكر "السبب الغالي" باستمرار. تخيل شعورك عند تحقيق الهدف، واجعل هذا الشعور هو دافعك.


 الخلاصة:

رسالة غراي بسيطة ولكنها عميقة ومحفزة. النجاح ليس سرًا غامضًا، ولكنه انضباط. إنه القدرة على تحمل الألم قصير المدى من أجل المتعة طويلة المدى. المكافأة لا تأتي من فعل ما هو مريح، بل من خلال إتقان فعل ما هو ضروري، بغض النظر عن مشاعرك تجاهه في تلك اللحظة.


 هذه الأمثلة توضح الفكرة الأساسية لخطاب ألبرت غراي: "الناجحون يُكوّنون عادات لفعل الأشياء التي لا يحبها الفاشلون فعلها". إنها ليست كراهية للنفس، بل هي انضباط شديد وتغليب للهدف على الرغبة الآنية.


إليك أمثلة واضحة من واقع الحياة:


 1. الرياضيون المحترفون


  ** كريستيانو رونالدو: يُعرف بانضباطه الشديد الذي يتجاوز الموهبة. بينما كان زملاؤه في سن المراهقة يخرجون للترفيه، كان هو يكره فكرة التوقف عن التدريب. كان يجبر نفسه على تمارين إضافية، ويتبع نظامًا غذائيًا صارمًا لسنوات، ويحرم نفسه من الأطعمة التي يحبها، كل ذلك من أجل هدف واحد: أن يصير الأفضل.


 **  كوبي براينت (أسطورة كرة السلة): كان يمارس التمارين في الساعة 4 صباحًا ("تدريبات الساعة 4 صباحًا" الشهيرة). بينما كان العالم نائمًا، كان يكره استيقاظه في هذا الوقت، لكنه كان يفعله على أي حال. كان يدرب نفسه على التصويب مئات المرات بعد انتهاء التدريب الأساسي، وهو شيء مُتعب وممل، لكنه ضروري للتميز.


 2. المخترعون والعلماء


 **  توماس إديسون: فشل في اختراع المصباح الكهربائي أكثر من 1000 مرة. Imagine the frustration and the desire to quit. كان يكره الفشل ويَكره العمل لساعات طويلة دون نتيجة مضمونة، لكنه أجبر نفسه على الاستمرار. عبارته الشهيرة: "لم أفشل، بل وجدت 1000 طريقة لا تعمل".


 **  ماري كوري (عالمة الفيزياء والكيمياء): عملت في ظروف قاسية في كوخ متداع لاستخلاص عنصر الراديوم من أطنان من خام اليورانينيت. كان العمل شاقًا وخطيرًا (وتسببت الإشعاعات في وفاتها لاحقًا). كانت تكره الظروف وتكره المخاطر، لكن حبها للعلم وهدفها في الاكتشاف كانا أقوى، فاضطرت لفعل ما هو صعب.


 3. رجال الأعمال


 **  إيلون ماسك: خلال الأيام الصعبة لشركة Tesla وSpaceX، كان على حافة الإفلاس. كان يعمل حتى 100 ساعة أسبوعيًا، وينام في المصنع. كان يكره الضغط النفسي ويكره خطر خسارة كل شيء، لكنه أجبر نفسه على المواصلة، ووضع كل أمواله الشخصية في المشروع لأنه آمن به.


 **  أوبرا وينفري: تعرضت للفشل في بداية حياتها المهنية عندما تمت إقالتها من وظيفتها كمذيعة أخبار لأنها كانت "تتعلق عاطفيًا بالقصة". كان هذا مؤلمًا ومحبطًا. كان بإمكانها كره هذه الصفة فيها، لكنها أجبرت نفسها على تطويع هذه "الضعف" لتصبح نقطة قوتها الفريدة في البرامج الحوارية، مما أوصلها إلى القمة.


 4. الفنانين والكتاب

**   ستيفن كينغ (كاتب الرعب): يلتزم بكتابة 2000 كلمة يوميًا، دون استثناء، سواء كان يشعر بالإلهام أو لا. هناك أيام يكره فيها الجلوس للكتابة، ويكون غير مبالٍ، لكنه يجبر نفسه على فعلها. هذا الانضباط هو ما جعله ينتج العشرات من الروايات الأكثر مبيعًا.


**   ليوناردو دافنشي: كان يعاني من "نقص التركيز" ويترك العديد من أعماله غير مكتملة. لكنه أكره نفسه على التعمق في التفاصيل التي لا يراها أحد، مثل دراسة تشريح الجسد البشري عن طريق تشريح الجثث (وهو أمر كان مقززًا ومحظورًا في زمانه)، فقط لإتقان فنه.


 الخلاصة من هذه الأمثلة:

المقصد ليس "كره الذات" بمعنى أنه ضار، بل "إجبار الذات" على:


   التدرب عندما تريد الراحة.

   المحاولة مرة أخرى عندما تريد الاستسلام.

   الاستيقاظ مبكرًا عندما تريد النوم.

   القراءة والتعلم عندما تريد التسلية.


النجاح هو انتصار الإرادة والانضباط على المشاعر والرغبات الآنية.

 الناجحون لا ينتظرون حتى "يشعروا" بأنهم مستعدون أو محفزون؛ هم يفعلونها على أي حال.

 هذا هو جوهر "القاسم المشترك للنجاح".


ترجمة النص الاصلي

-----------------------


بالتأكيد، إليك النص الأصلي الكامل لخطاب ألبرت إي. ن. غراي "القاسم المشترك للنجاح" (The Common Denominator of Success) مترجمًا إلى العربية بعناية، مع الحفاظ على روح النص وأسلوبه التحفيري الأصلي.


---


### **القاسم المشترك للنجاح**

**بقلم: ألبرت إ. ن. غراي**


أيها السادة والسيدات المحترمون:


كان من دواعي سروري العظيم أن يتم دعوتي للتحدث إليكم هذا المساء. لطالما كنت مفتونًا بجمهور رجال ونساء المبيعات. ربما لأنني واحد منكم، وأنا أعلم أنني بين أصدقاء.


قبل سنوات، استُخدمت من قبل شركتي، برودينشال للتأمين، لاكتشاف القاسم المشترك للنجاح. لقد كُلّفت بهذه المهمة لأنني، مثلي مثل الكثير منكم، كنت أبحث عن هذا السر بنفسي.


لقد بدأت بحثي بقراءة مكثفة للعديد من الأشياء التي كُتبت عن النجاح وسمعت عنها، سواء في مجالنا أو خارجها. لكنني لم أجد الإجابة هناك.


ثم قررت أن أذهب مباشرة إلى الرجال والنساء الناجحين الذين أعرفهم، لأتعلم منهم سر نجاحهم. قابلت أكثر من مئتي من أنجح رجال الأعمال في ذلك الوقت، وسألت كل واحد منهم نفس السؤال: "ما الذي جعلك ناجحًا؟"


لقد حصلت على إجابات كثيرة ومتنوعة، ولكن، كما يمكنكم أن تتخيلوا، لم تكن أي منها هي القاسم المشترك الذي كنت أبحث عنه.


في الواقع، بدا الأمر كما لو أن كل واحد منهم كان يصف لي لعبة جولف مختلفة تمامًا، بينما كنت أعلم أنهم جميعًا يلعبون نفس اللعبة.


لذلك، كان عليّ أن أغير تكتيكي. بدلاً من محاولة معرفة ما الذي يفعله الناجحون، قررت أن أحاول معرفة ما الذي **لم** يفعله غير الناجحين.


وبعد بضع سنوات من البحث والتفكير، وجدت الإجابة.


اكتشفت أن **القاسم المشترك للنجاح — السر الذي كان يبحث عنه الجميع — يكمن في بسيط؛ وهو أن الناجحين يُكوّنون عادات لفعل الأشياء التي لا يحبها الفاشلون فعلها.**


هل يبدو هذا بسيطًا جدًا؟ إنه كذلك. لكنه صحيح. فكر في الأمر. الناجحون لا يحبون فعل هذه الأشياء أكثر مما يحبها غير الناجحين. لكنهم **يفعلونها على أي حال.**


لماذا؟ لأن الناجحين يدركون أن هذه الأفعال غير المريحة هي **ثمن** يجب دفعه لتحقيق النتائج التي يريدونها. إنهم يخضعون مشاعرهم المؤقتة من الانزعاج أو الكسل لأهدافهم طويلة المدى.


غير الناجحين، من ناحية أخرى، هم عبيد لمشاعرهم. إنهم يتبعون فقط ما يشعرون بأنهم يريدون فعله في تلك اللحظة، ويتجنبون الألم أو الانزعاج. ونتيجة لذلك، لا يحققون أبدًا النتائج التي يقولون إنهم يريدونها.


إذن، السؤال الحقيقي ليس: "كيف أجعل نفسي أفعل الأشياء التي لا أحبها؟"

بل هو: "كيف أجعل نفسي **أدفع ثمن** النجاح الذي أريده؟"


والجواب هو أن يكون لديك **"سبب غالٍ"** (a dear price) — هدف أو غاية أو رؤية — تكون قيمتها أعلى بكثير من الثمن المؤقت للألم أو الانزعاج الذي يجب أن تتحمله.


عندما يكون "السبب الغالي" واضحًا وقويًا بما يكفي في ذهنك، سيجعل دفع الثمن — فعل الأشياء التي لا تحبها — يبدو ضئيلًا بالمقارنة.


هذا هو الانضباط. هذه هي سمة الناجحين. إنها ليست موهبة سحرية أو حظًا. إنها ببساطة العادة المنتظمة لفعل ما يجب القيام به، سواء أعجبك ذلك أم لا.


لذلك، أيها الزملاء الأعزاء، إذا أردت أن تنجح، توقف عن انتظار أن تشعر بالإلهام أو التحفيز. حدد "سببك الغالي". ثم، ابدأ في تكوين عادة فعل الأشياء التي تعرف أن غير الناجحين يتجنبونها. لأنك عندما تبدأ في دفع الثمن، فإنك تبدأ تلقائيًا في جني المكافأة.


شكرًا لكم.


---


**ملاحظة:** هذا ترجمة للنص الشهير كما هو متداول. النص الأصلي هو خطاب مسجّل من أربعينيات القرن الماضي، وهذا هو مضمونه الأساسي والمعتمد في معظم نسخه المنشورة.